سمو الشيخ عبدالله بن زايد : روسيا شريك فاعل لتحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة ودعم استقرارها.
الثلاثاء 31/01/2017
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن جمهورية روسيا الاتحادية تعد شريكاً سياسياً واقتصادياً فاعلاً لتحقيق التنمية الشاملة ودعم استقرار المنطقة.
كما أكد سموه أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الجانبين العربي والروسي وتنميتها على كافة المستويات والأصعدة وتحقيق الأهداف الرامية إلى بناء شراكة حقيقية تخدم مصالح الجانبين.
وأشار سموه إلى أن تبني إيران لخطاب وسياسة طائفية ودعمها لجماعات متطرفة وإرهابية يجعل تدخلها أكثر خطورة على أمن واستقرار عالمنا العربي الأمر الذي يعمق أكثر من حالة عدم الاستقرار التي أسهمت في ظهور العنف والتطرف والإرهاب الخطير.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال ترؤسه أعمال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي نظمته وزارة الخارجية اليوم في أبوظبي.
ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في مستهل كلمته بمعالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزارء الخارجية العرب وأعضاء الوفود المشاركة.
وقال سموه "إن هذا المنتدى حقق خلال دوراته الثلاث السابقة الكثير من الإنجازات خاصة على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتبادل التجاري والتي اقتربت من مستوى الـ /15/ مليار دولار بين الجانبين العربي والروسي إلا أن ذلك يبقى أدنى من طموحاتنا إذا ما قورن بالإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدول العربية وروسيا الاتحادية في العديد من المجالات الزراعية والصناعية والسياحية والطاقة والطاقة المتجددة والنقل والاتصالات والبيئة ونقل التكنولوجيا وغيرها.
وأضاف سموه "إننا مَدْعُوّونَ اليوم للعمل بشكل أفضل وبجهود فعالة خاصة من جانب المعنيين في كلا الجانبين من رجال الأعمال والصناعة والشركات والمؤسسات المتخصصة في استكشاف واستغلال الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في روسيا الاتحادية والعالم العربي من أجل تعزيز التبادل التجاري والاستثمار مدعومة بوجود تشريعات حمائية متطورة تكفل تيسير حركة رؤوس الأموال والتخفيف من العوائق الجمركية والضريبية آخذه بعين الاعتبار ضخامة حجم السوق وقدرته على الاستيعاب والنمو في كلا الجانبين .. ولعل ذلك ما يتطلب وضع خريطة طريق واضحة بجدول زمني يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة".
وأشار سموه إلى أن " منطقتنا والعالم واجهت العديد من الأزمات والصراعات في العقد الحالي وما نتج عنها من زيادة في التطرف والعنف والإرهاب اتخذ أشكالاً غير مسبوقة وضروباً من البشاعة لاتخطر على البال وكان من نتائجها خسائر بشرية ومادية عانت منها الدولة الوطنية العربية ومؤسساتها... ناهيكم عن الثمن الإنساني الباهظ وضياع فرص التنمية التي من الصعب تعويضها".
وأضاف سموه: " لقد شهدت السنوات الماضية تفاقماً في الأزمات وانهياراً غير مسبوق في استقرار منطقة الشرق الأوسط وما أدى إليه ذلك من أعمال العنف والفوضى والأوضاع غير المستقرة وغياب القدرة على إدارة الأزمات لحل الصراعات في المنطقة وكل ذلك يحتم علينا توحيد جهودنا المشتركة وجهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول الأساسية لهذه الصراعات ووضع الخطوات الإجرائية الملموسة للحد من الخسائر المستمرة التي تعصف بنا".
وأكد سموه "إننا في هذا السياق ندرك جيدًا مدى أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الجانبين العربي والروسي وتنميتها على كافة المستويات والأصعدة وتحقيق الأهداف الرامية إلى بناء شراكة حقيقية تخدم مصالح الجانبين لاقتناعنا بأن روسيا الاتحادية تعد شريكاً سياسياً واقتصادياً فاعلاً لتحقيق التنمية الشاملة وبما يحقق استقرار المنطقة".
كما أكد سموه "أن الخطر الأكبر الذي يواجه دولنا ومجتمعاتنا بمختلف انتماءاتها هو التطرف والإرهاب والطائفية الذي أصبح آفة عالمية تقوض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي ويقضي على تراث تاريخي من التسامح والتعايش تميزت به مجتمعاتنا العربية لقرون عديدة وتهدم عرفاً وتاريخاً من احترام التنوع وممارسة التسامح كما أنها تشكل تهديدا للأمن الوطني والأمن الإقليمي والدولي وهو ما ميّز مجتمعاتنا العربية كما أننا نعتبر مثل هذه الأخطار إحدى معوقات التنمية المستدامة للشعوب".
وأضاف سموه: " لقد زاد من خطورة هذه الأوضاع ما نشاهده من التدخلات الإيرانية في الشأن العربي وما يؤدي إليه ذلك من تهديد خطير للأمن والسلم مما يستوجب التصدي له والحيلولة دون تمدد نفوذه في منطقتنا العربية إنطلاقاً من رفضنا المطلق لمنطق الهيمنة والاستقطاب وتأكيداً للحفاظ على الدولة الوطنية وهويتنا العربية بالتعاون مع الدول الصديقة".
ونوه سموه إلى أن "استمرار إيران احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث /طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى/ يعتبر خير مثال ودليل على ذلك .. مضيفاً: "أن تبني إيران لخطاب وسياسة طائفية ودعمها لجماعات متطرفة وإرهابية يجعل تدخلها أكثر خطورة على أمن واستقرار عالمنا العربي الأمر الذي يعمق أكثر من حالة عدم الاستقرار التي أسهمت في ظهور العنف والتطرف والإرهاب الخطير".
وأشار سموه إلى أن " المشهد المضطرب الذي تشهده الساحة العربية ليس وليد اليوم وإنما أتى نتيجة لفشل المجتمع الدولي في إصلاح الوضع القائم والجائر المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وانتهاكها الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني ولابد لنا في هذه الظروف الصعبة أن نحرص على حل الدولتين بما يتمتع به من إجماع دولي ويهّدده التوسع الكبير للمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية".
وحول الأزمة اليمنية .. قال سموه :"إننا نؤكد على أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية ونؤكد على أهمية الحل السياسي في اليمن والذي يجب أن يستند على أسس ومرجعيات واضحة تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والقرارات الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأضاف سموه: "كما نعبر عن دعمنا لجهود المبعوث الأممي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية بين أطياف الشعب اليمني الشقيق وتخفيف معاناته الإنسانية والذي تسبب فيها التمرد الحوثي".
ولفت سموه إلى أن الوضع المتأزم في سوريا أمر خطير للغاية فمواصلة التدخلات الإيرانية أدت إلى تقويض الجهود الدولية للحل السياسي للأزمة السورية ولذلك نؤكد على الالتزام بحل سياسي في سوريا يحفظ وحدتها وسلامة أراضيها.
وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد : "نشيد في هذا السياق بجهود تعزيز وقف إطلاق النار في "آستانا" وندعو إلى المفاوضات السياسة الجادة المبنية على مخرجات جنيف-1 وعلى ضرورة تسريع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا للحد من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري الشقيق".
وتابع سموه: "كما نؤكد على مواصلة العمل مع كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة مطالبين جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الدولية ووقف جميع أعمال العنف ضد المدنيين وحمايتهم وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق وندعو إلى مساعدة دول الجوار السوري لاستيعاب اللاجئين والعمل على التواصل مع النازحين في داخل سوريا بما في ذلك عبر الحدود للتخفيف من معاناتهم".
وعلى صعيد ليبيا قال سموه: "إننا نرحب بما اتفقت عليه الأطراف المعنية في اتفاق "الصخيرات" ولا بديل عن الحوار الليبي لتذليل العقبات التي تعترض تنفيذ جوانب الاتفاق ونعرب عن قلقنا إزاء تدهور الوضع الاقتصادي في ليبيا وأهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لليبيين في جميع المناطق الليبية ونشيد كذلك بإيجابية الجهود الكبيرة التي نجحت في محاصرة تمدد الإرهاب ونرى ضرورة دعمها".
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية "أن ما تشهده المنطقة العربية من تطورات متسارعة حملت معها أبعاداً وتداعيات سلبية أثرت على أمن واستقرار دولها وحاولت النيل من وحدة وتماسك مجتمعاتها والإضرار بمنجزاتها التنموية وسمحت لإيران التدخل في شؤونها الداخلية وتنفيذ أجندتها السياسية لزعزعة الاستقرار الإقليمي وتأجيج الصراعات المذهبية التي ولّدت العنف والتطرف والإرهاب بهدف تقويض أركان الدولة الوطنية الحديثة وتدمير مؤسساتها وهياكلها وتعريض سيادتها واستقلالها لمخاطر حقيقية".
وقال سموه " إن كل ما يواجهنا من مخاطر جمة يستدعي منا مضاعفة وتكثيف العمل المتواصل والمنسق على الصعيدين العربي والإقليمي والعالمي لمواجهتها والتعامل معها بصورة جماعية وجادة وفاعلة واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوعها".
وأعرب سمو وزير الخارجية عن تطلعه أن يخرج هذا المنتدى التعاوني بتأييد الإجراءات العربية الساعية إلى صيانة السيادة الوطنية للدول ولأمنها وسلامتها الاقليمية من منطلق أن السيادة الإقليمية مبدأ عام لا يقبل التجزئة ويمثل حدوداً لا يمكن التهاون فيها أو المساس بها ولا المساومة عليها.
وأضاف: "في هذا الصدد نود أن نؤكد على أهمية تعزيز الحوار السياسي العربي الروسي الرامي إلى تنسيق المواقف المشتركة في كافة المحافل الدولية وفي إطار احترام مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية".
وأعرب سموه عن أمله بأن يخرج اجتماعنا هذا بنتائج عملية ملموسة وإيجابية تعكس رغباتنا المتبادلة في تعزيز مفهوم الشراكة وإثراء مجالات التعاون بقطاعاتها المتعددة بين الدول العربية وروسيا الاتحادية وبما يحقق طموحات شعوبنا في التنمية والازدهار والتي لا يمكن أن تتم حسب تصورنا إلا بوجود بيئة مناسبة وأرضية صلبة قوامها الإرادة المشتركة لدولنا والتوافق والتنسيق حول أهدافنا وطموحاتنا الاقتصادية والتنموية وكذلك حول اهتماماتنا وانشغالاتنا السياسية والأمنية وبالقضايا المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وجدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في ختام كلمته الترحيب بمعالي سيرجي لافروف .. مثمناً المواقف الروسية مع العالم العربي والارتباط التاريخي.
وأشاد بحرص روسيا على إستقرار المنطقة وإلتزامها بأصدقائها .. متوجهة بالشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية على حرصه في توثيق وتعزيز العلاقات مع العالم العربي ومتمنين لفخامته والشعب الروسي الصديق دوام الاستقرار والازدهار.
من جانبه أعرب معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية .. عن امتنانه لدولة الإمارات وسمو الشيخ عبدالله بن زايد على كرم الضيافة و تنظيم المنتدى بشكل مرتفع المستوي.
وأضاف : "إننا إلتقينا في موسكو منذ عام أثناء الدورة الماضية من منتدى التعاون الروسي – العربي و قد وافقنا علي خطة عمل لتنفيذ المباديء و الأهداف الخاصة بالآلية المشتركة للفترة من 2016 – 2018 و قد أثلج صدورنا أن أغلب نقاط الخطة قد تم تنفيذها علي أرض الواقع وأشار إلى أن فترة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تأتي نتيجة للممارسة الخاطئة المعروفة باسم "الهندسة الجيوسياسية" و التي تتضمن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وتغيير الأنظمة ونتيجة لذلك نحن نرى تصاعدا غير مسبوق في مستوى التهديد الإرهابي وأضاف معاليه إننا ندعو بشكل مستمر لكفاءة أفضل في التعاون الدولي ضد الإرهاب مع الدور المركزي والتنسيقي للأمم المتحدة بناءً على القانون الدولي وبدون معايير مزدوجة.
وأشار إلى انه خلال خطاب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة ونصف اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء واجهة عريضة لمحاربة الإرهاب لتوحد كل الدول .. مؤكداً على ضرورة التطبيق الفعال لكل قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب فهذه المسألة ذات أهمية قصوي.
وأختتم كلمته قائلا: " ندعو اصدقاءنا العرب للإنضمام للمبادرة الروسية لتفعيل المادة رقم 41 من ميثاق الأمم المتحدة و تبني حظر تجاري واقتصادي عام لكل المناطق التي تحت سيطرة داعش.
وقال معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية " إن المقومات التاريخية والثقافية بين العالم العربي والاتحاد الروسي تمثل أرضية صلبة للبناء عليها لمواجهة الأزمات والتحديات المشتركة على كافة الأصعدة .. مشيراً إلى أن تركيبة النظام الدولي الحالية تحتم على العالم العربي وروسيا مد جسور التعاون والتضامن والتنسيق المشترك بحيث يجري العمل على بناء شراكة حقيقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والبدء في تفعيل الأنشطة المدرجة في خطة العمل 2016 – 2018.
وأضاف: " أن المواقف والمساعي التي اتخذها الاتحاد الروسي في الأونة الأخيرة تكشف عن أهتمامه بالقيام بدور فاعل في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية ونأمل ان يكون هذا الدور متوازناً وأن يراعي التوازنات القائمة في المنطقة لانها تعكس معادلات بالغة الدقة والحساسية يؤدي اختلالها إلى مزيد من التوترات والاضطرابات على المدى البعيد".
وأوضح معاليه أنه بالرغم من توالي الأزمات على المنطقة تظل المسألة الفلسطينية قضية العرب الأولى حيث ان استمرارها من غير حل يؤثر على مجمل الاستقرار الإقليمي ويفتح الباب أمام تصاعد نزعات التطرف .. مضيفاً :"إننا نثمن دور روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن تجاة القضية الفلسطينية العادلة".
وقال معاليه : " إن العالم يتابع بأسره الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة على امن واستقرار المنطقة والعالم وما تنطوي عليه من مأساة انسانية قاسية .. مشيراً إلى أن "الجميع يعلم أنه لا حل عسكري لهذا الأزمة ولا بديل عن عملية تفاوضية بين الحكم والمعارضة تستند إلى قرار مجلس الأمن ذات الصلة وبالاخص القرار رقم 2254 وبيان جنيف /1/.
وأضاف :" أنه يتعين أن يكون الهدف النهائي لهذه العملية هو تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري وإزالة الاسباب العميقة التي ادت إلى هذا الانفجار الذي دمر نسيج المجتمع والدولة السورية فلابد أن تعود سوريا وطناً لجميع السوريين بلا تفرقة وأن يكون بلدا خاليا من الإرهاب وأن يحافظ على سيادته وسيادة قراره في مواجهة أطماع إقليمية نرفضها جميعاً ونستنكرها ونرى أنها أسهمت في تأجيج الوضع في سوريا وتصعيد حالة الاحتراب الأهلي والصراع الطائفي.
وأشار إلى أننا نتمنى جميعاً النجاح لاي جهد جاد لتسوية النزاع السوري سلمياً ولكننا نشدد على ان الأزمة السورية ستظل قضية عربية في المقام الأول والأخير حيث ان سوريا نفسها كانت وستظل دولة عربية.
وعلى صعيد الأوضاع في ليبيا قال معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجامعة ملتزمة بوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة اراضيها وتساند الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية ونقف إلى جوار اي جهود مبذولة للعملية السياسية الجارية وهي تعمل بجد على دعم أي جهود للاتفاق على الخطوات التوافقية المطلوبة من أجل تنفيذ اتفاق الصخيرات حول الحل السياسي للازمة في ليبيا.
كما أكد معاليه على الالتزام الصارم بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه ومن هذا المنطقة ندعم الحكومة الشرعية موقنين أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية وفقاً لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني والقرار رقم 2216 فضلاً عن مقترحات مبادرة السلام الراهنة بقيادة الأمم المتحددة ممثلة في مبعوثها في اليمن.
وأشار معاليه إلى أن الاقتصاد يظل المدخل الرئيس لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة العربية وتظل العلاقات الاقتصادية العربية الروسية أقل بكثير مما نظمح إليه .. لافتاً إلى أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين يتطلب منا تفعيل مجلس الاعمال العربي الروسي ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمتثمرين العرب والروس بما يسهم في تطوير التعون لتحقيق شراكة بناءة تخدم مصالح الطرفية.
وأضاف أن التعاون الثقافي والعلمي يتطلب منا مزيداً من الجهود المشتركة بهدف تعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا وعلى رأسها العمل على اقامة المركز الثقافي العربي في موسكو وهو ما اعتمد في اجتماع الدور الثالثة للمنتدى وقد اقترحنا في هذا الصدد تشكيل لجنة مشتركة من الجانب العربي والروسي تقود بدراسة كافة الجوانب المتعلقة بهذا المشروع الهام.
واكد معالي خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي أن العالم العربي يشترك مع روسيا الاتّحاديّة في رصيد ثريّ من التّعاون والتّبادل في شتّى المجالات الاقتصاديّة والثّقافيّة والعلميّة ما أسهم في تعزيز روابط الصّداقة بين الشّعوب العربيّة والشّعب الرّوسي الصّديق.
وأضاف ان روسيا الاتّحاديّة دأبت على اتّخاذ مواقف ثابتة في دعم القضايا العربيّة وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة العادلة فضلًا عن التّعاون والتّنسيق العربي الرّوسي في التّعامل مع عديد المسائل والقضايا الدّوليّة ذات الاهتمام المُشترك انطلاقًا من الدّور الهامّ الذي تلعبه روسيا على السّاحة الدّوليّة.
واكد أهمّية العمل على إنجاز مشاريع مشتركة وإقامة شراكات في مختلف المجالات وتحفيز القطاع الخاص من خلال تطوير مجلس الأعمال العربي الروسي وتفعيل دوره كآلية لدفع التعاون وتطوير التّواصل بين الغرف التجارية وممثّلي القطاع الخاص في الجانبين.
وبخصوص الوضع في ليبيا قال إننا نجدّد تأكيدنا على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية لمساعدة اللّيبيين على تجاوز الخلافات واستكمال تنفيذ مراحل الاتّفاق السّياسي وتحقيق التّسوية المنشودة عن طريق الحوار والتّوافق بين كلّ مكوّنات المشهد السّياسي والاجتماعي في ليبيا دون إقصاء.
وفيما يتعلّق بتطور الأوضاع في سوريا ثمّن معاليه الجُهود الهامة التي بذلتها روسيا في التّوصّل إلى اتّفاق إطلاق النّار الذي أقرّه مجلس الأمن الدّولي وفي انعقاد اجتماع أستانا بهدف تثبيت الاتّفاق المذكور على الأرض.
واكد حرص تونس على مواصلة الإسهام الفاعل في مزيد تعزيز علاقات الشراكة والتقارب بين العالم العربي وروسيا الإتّحادية.
وعقب انتهاء اعمال الاجتماع .. عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في بداية المؤتمر الصحفي .. إن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية كان فرصة لبحث افاق العلاقة الهامة والمتطورة بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية.
وأشار سموه إلى أن هناك اتفاقا بين البلدين أن يتم تبادل مذكرات للعمل من خلال وزارتي الخارجية الاماراتية والروسية لوضع اتفاقية تسمح لمواطني روسيا ومواطني دولة الامارات للانتقال بشكل اسهل.
وأكد أن روسيا تمثل لدولة الامارات والعرب شريكاً مهماً ونحن نثمن الدور الذي تلعبه روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين وحرص معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا على هذه العلاقة.
من جهته أشاد معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية بمستوى التعاون والتنسيق الثنائي بين بلاده ودولة الإمارات والذي يشمل مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية .. موضحا ان آفاق هذا التعاون مفتوحة ومستمرة عبر قنوات ووسائل متعددة ومن ضمنها منتدى التعاون العربي الروسي.
وأكد على أهمية المناقشات التي شهدها منتدى التعاون العربي الروسي في دورته الرابعة والتي تطرقت إلى العديد من القضايا الهامة على صعيد منطقة الشرق الاوسط و العالم .. مضيفا أن المجتمعون أكدوا على إستمرار جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وعلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية وروسيا في كافة المجالات و توسيع دائرة التنسيق و التشاور تجاه مختلف القضايا والأحداث الدولية.
وأضاف ان المباحثات ركزت على أهمية تحقيق الإستقرار السياسي في العديد من دول المنطقة مثل سوريا والعراق و اليمن و السودان وليبيا حيث تمت مناقشة الاوضاع في جميع هذه الدول.
وشدد وزير الخارجية الروسي على عدم تأثر علاقات بلاده مع شركائها الإستراتيجين في المنطقة مثل الإمارات ومصر والسعودية بالعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة او بعض الدول الأوروبية ..
مؤكدا ان الجانب الروسي يركز بشكل كبير على تطوير التعاون الإقتصادي على المستوى الثنائي مع جميع شركاءه.
وتوجه معاليه بالشكر إلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على حسن الإستضافة والجهود المميزة التي بذلها من اجل توفير كافة الظروف لإنجاح هذه الدورة من اعمال المنتدى.
ورداً على سؤال حول وجهة نظر دولة الامارات تجاه محادثات "آستانا" ..
قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد إن هذه المحادثات غيرت الانطباع انه لا يمكن أن يكون هناك حل لوقف اطلاق نار متماسك في سوريا .. مؤكداً سموه ان هذه المحادثات جاءت بعد جهود حثيثة من روسيا وتركيا لخلق أفضل بيئة ممكنة لهذه الحوارات.
واعرب سموه عن أمله مضاعفة الجهود للاستفادة من هذه الفرصة والانتقال بأسرع وقت ممكن للحوار السياسي السوري الذي نأمل ان يوصل السوريين لنهاية لهذا الصراع الدامي الذي يواجه الشعب السوري الشقيق.
وقال معالي سيرجي لافروف وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية أن مباحثات "استانا" التي إنتهت مؤخرا هدفت إلى خلق أرضية مناسبة للحوار بين جميع الأطراف السورية والتمهيد لوقف إطلاق النار الذي نرى انه متماسك بشكل كبير إلى الان.
وأشار لافروف إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها دول عدة ومن ضمنها تركيا و الاردن إضافة إلى روسيا من أجل إطلاق مباحثات استانا .. معتبرا أن نجاح مباحثات استانا دفعت الأمم المتحدة إلى إستئناف جهودها من اجل إطلاق جولة جديدة من مفاوضات جنيف لبحث الأزمة السورية حيث تم تحديد موعد لهذه الجولة لكن للأسف تم الإعلان عن تأجيله مؤخرا.
ورداً على سؤال حول موقف دولة الامارات من قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بحظر اصدار التأشيرات على 7 دول مسلمة .. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية إنه لا شك أن الدول لها الحق أن تتخذ قرارتها السيادية.
وأشار إلى ان المحاولات لإعطاء انطباع ان القرار موجه لفئة محددة غير سليم خاصة مع تأكيدات الادارة الامريكية أنها لا تستهدف المسلمين بهذا القرار بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من الدول المسلمة والمسلمين لا يشملهم هذا الحظر كما ان هذا الحظر يتم تطبيقه بشكل مؤقت .. مؤكداً على أهمية ان نضع في عين الاعتبار هذه النقاط وكذلك اوضاع الدول التي شملها الحظر حيث تواجه هذه الدول تحديات عديدة فيجب العمل على معالجة هذه الظروف التي تعاني منها قبل حل الأمر مع الإدارة الأمريكية.
ورداً على موعد عودة سوريا مرة اخرى لعضوية جامعة الدول العربية قال معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية .. إن هذا القرار خاضع لإرادة الدول الاعضاء في الجامعة فإذا نوقش على مستوى الاجتماعات الوزارية او القمة العربية فإن الامانة العامة ستنفذ اي قرار صادر بهذا الشأن.
وأضاف أن المشكلة ان الوضع السوري مازال يتسم بالسيولة ومازال النقاش السياسي للتسوية لم يستكمل بعد لذا إذا اتضح أن هناك نية صادقة من الجميع لتحقيق تسوية سياسية يبدأ تنفيذها وتطبيقها فأعتقد أن دولة أو مجموعة من الدول ستقرر فتح موضوع استئناف عضوية سوريا مرة أخرى ..
مؤكداً ان هذا الموضوع ليس مطروحاً خلال الفترة الحالية.
وقال وزير الخارجية الروسي أن إستبعاد الحكومة السورية من إجتماعات الجامعة العربية أمر لا يخدم المبادرات و الجهود الدولية الحثيثة من اجل وضع حل للصراع الدائر في هذا البلد خاصة وان هذه الحكومة لاتزال عضوا شرعيا في هيئة الامم المتحدة .. داعيا الجامعة العربية لتلعب دورا اكبر في مواكبة الجهود الدولية لحل الازمة السورية.
ورداً حول سؤال حول طرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإقامة مناطق أمنة في سوريا قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية إن المناطق الامنة هدفها انساني واغاثي ووجودها مؤقت ..
مشيراً إلى أن الوقت لايزال مبكرا لنقرر ما هو الموقف من هذه المناطق.
وقال لافروف: "إنه لسوء الحظ لدينا تجربة المناطق الامنة في ليبيا والتي استغلتها القوات غير الحكومية لتشكيل حكومة بديلة لكن النتيجة كانت محزنة حيث تقسم البلد وسادت الفوضى .. لذلك انا أرى ان ما نسمعه من امريكا حول إقامة مناطق أمنة لا يمكن أن يتم كما حصل بالماضي وتحديدا في ليبيا.
وأضاف لافروف إن الولايات المتحدة الأمريكية تقول انها تريد المناطق الامنة في سوريا من اجل التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين و الحد من تدفقهم إلى الخارج ونحن في إنتظار أن يقدموا لنا تصورهم الكامل و الواضح حول المسألة وحينها نقرر ونعطي رأينا بناء على ما سيتم طرحه علينا.
وردا على سؤال حول تطور العلاقات الاماراتية الروسية وأوجه التعاون المشترك بين البلدين .. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إن دولة الإمارات حريصة على تعزيز علاقتها مع روسيا في شتى المجالات وخلال العام الماضي استطعنا ان نضاعف حجم الاستثمارات مع روسيا .. مشيداً بما توفره روسيا من بيئة استثمارية مناسبة وتشريعات تشجيع المستثمرين الاماراتيين .. معرباً عن امله ان تشهد الفترة المقبلة تدفق المزيد من الاستثمارات بين البلدين.
وجدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية - في ختام المؤتمر الصحفي – ترحيبه بمعالي وزير الخارجية الروسي.
فيما قال معالي وزير الخارجية الروسي إنه يامل مثلما تحتضن دولة الامارات فرعاً لمتحف اللوفر في أبوظبي أن تحتضن فرعاً لمتحف هيرميتاج الشهير في مدينة سان بطرسبرغ الروسية وهو الامر الذي لاقى ترحيباً من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.