Page 256 - UAE Foreign Aid Report 2022
P. 256

‫الإمارات العربية المتحدة‬  ‫‪256‬‬
                                                                                   ‫المساعدات الخارجية ‪2022‬‬

‫الضعــف والهشاشــة والأزمــات واســعة النطــاق‪ ،‬ارتقــت دولــة‬                        ‫الاستجابة الإنسانية والاستراتيجية‬
‫الإمــارات مــرة أخــرى لتكــون علــى مســتوى الحــدث‪ ،‬وســاهمت‬                          ‫لدولة الإمارات العربية المتحدة‬
‫بفعاليــة فــي جهــود الإغاثــة الدوليــة‪ .‬حيــث جســدت المبــادرات‬                      ‫للتحديات العالمية التي فرضتها‬
‫المو ّّسـعة التـي نفذتهـا دولـة الإمـارات خلال هذه الفتـرة المضطربة‬                                         ‫جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫مــدى التزامهــا بمســاعدة العديــد مــن الــدول فــي معركتهــا ضــد‬
‫الجائحـة‪ .‬حيـث تمّ ّكنـت دولـة الإمـارات‪ ،‬مـن خلال حسـن اسـتغلالها‬                 ‫تسـبب التفشـي الهائـل لجائحـة الكورونـا (كوفيـد‪ )19-‬فـي حـدوث‬
‫لإمكاناتهــا اللوجســتية المتقدمــة وبنيتهــا التحتيــة القويــة‪ ،‬مــن‬             ‫عراقيــل واضطرابــات شــاملة‪ ،‬ممــا تــرك أثــر ًًا مفاجئــًًا وممتــدًا‬
‫التغلـب بفعاليـة علـى الصعوبـات اللوجسـتية التـي واجهـت عمليـات‬                    ‫علــى الأشــخاص فــي شــتى أنحــاء العالــم‪ ،‬وعلــى وجــه الخصــوص‬
‫توزيـع المسـاعدات الدوليـة‪ ،‬ممـا ضمـن وصـول المسـاعدات بسـرعة‬                      ‫المجتمعــات الأكثــر ضعفــًًا وفقــر ًًا‪ .‬لــم تــؤد هــذه الكارثــة الصحيــة‬
                                                                                   ‫العالميـة إلـى اسـتنزاف أنظمـة الرعايـة الصحيـة حتـى نقطـة الانهيـار‬
                          ‫وفعالــية لــمن ــهم ــفي أــم ّّس الحاــجة إليــها‬      ‫فحسـب‪ ،‬بـل عرقلـت كذلـك الوصـول إلـى التعليـم‪ ،‬وأحدثـت دمـارًا‬
‫تــم علــى مــدار ثلاث ســنوات‪ ،‬مــن ‪ 2020‬إلــى ‪ ،2022‬توزيــع‬                      ‫اقتصاديـًًا‪ ،‬وعمقـت مـن الفـوارق وعـدم المسـاواة‪ ،‬كمـا فاقمـت‬
‫مسـاعدات خارجيـة بقيمـة بلغـت ‪ 3.02‬مليـار درهـم إماراتـي (‪821.6‬‬                    ‫محنـة أولئـك الذيـن يعيشـون بالفعـل فـي ظـل ظـروٍٍف متداعيـة‪.‬‬
‫مليــون دولار أمريكــي) علــى أكثــر مــن ‪ 130‬دولــة‪ ،‬مــن بينهــم ‪34‬‬              ‫حيــث وجــدت الفئــات الســكانية الأكثــر ضعفــًًا‪ ،‬التــي تعيــش فــي‬
‫دولــة مــن البلــدان الأقــل نمــو ًًا‪ ،‬و‪ 30‬مــن الــدول الجزريــة الصغيــرة‬      ‫مناطــق منكوبــة بالفقــر والصراعــات وعــدم كفايــة البنيــة التحتيــة‬
‫الناميـة‪ ،‬و‪ 28‬مـن الـدول الناميـة غيـر السـاحلية‪ .‬ومـن الجديـر بالذكـر‬             ‫للرعايـة الصحيـة‪ ،‬نفسـها فـي مواجهـة أزمـات متعـددة الأشـكال‪،‬‬
‫أن تقريبــًًا ثلــث المســاعدات شــاملة القطاعــات قــد تــم تخصيصهــا‬             ‫تعانــي فــي ظــل تزايــد الأوضــاع غيــر المؤكــدة وتضــاؤل فــرص‬
‫بفكــر اســتراتيجي لصالــح البلــدان الأقــل نمــو ًًا‪ ،‬ممــا يعكــس فهمــًا‬
‫عميقــًًا للآثــار المتفاوتــة للجائحــة ونهجــًًا موّّجهــًًا لتخفيــف الأعبــاء‬                                     ‫الوــصول إــلى الخدــمات الأساــسية‬
‫الإضافيــة التــي تواجههــا هــذه الــدول‪ .‬جــاءت كل مــن فلســطين‬                 ‫وفـي خضـم مواجهتهـا للتحديـات التـي فرضتهـا جائحـة كوفيـد‪،19-‬‬
‫وإثيوبيــا وســوريا وتونــس وموريتانيــا علــى رأس قائمــة الــدول‬                 ‫أظهـرت دولـة الإمـارات مرونـة ومـروءة ُُيحتـذى بهـا‪ ،‬كمـا حرصـت‬
‫المســتفيدة الأكثــر تلقيــًًا للدعــم الشــامل المقــدم مــن دولــة‬               ‫علــى ألا تطغــى مســؤولياتها الداخليــة علــى التزامهــا طويــل‬
‫الإمــارات‪ ،‬حيــث حصلــت مجتمعــ ًًة علــى ثلــث إجمالــي المســاعدات‬              ‫الأمــد بمــد يــد العــون إلــى مــن هــم خــارج حدودهــا‪ .‬وإدراكًًا منهــا‬
‫الخارجيــة المقدمــة لمواجهــة جائحــة كوفيــد‪ 19-‬علــى مــدار الفتــرة‬            ‫لحقيقـة تسـبب الجائحـة فـي تحديـات غيـر مسـبوقة فـي مجموعـة‬
                                                                                   ‫واســعة مــن القطاعــات‪ ،‬ســاهمت الجهــود الدوليــة التــي بذلتهــا‬
                                                 ‫مــن ‪ 2020‬إلــى ‪.2022‬‬             ‫دولــة الإمــارات لمكافحــة انتشــار فيــروس كوفيــد‪ 19-‬فــي‬
‫تـم تقديـم الغالبيـة العظمـى مـن تلك المسـاعدات الشـاملة‪ ،‬بنسـبة‬                   ‫تلبيــة الاحتياجــات علــى اخــتلاف أشــكالها‪ .‬حيــث لــم تتألــف تلــك‬
‫‪ 90‬فــي المائــة‪ ،‬أو مــا يــوازي ‪ 2.72‬مليــار درهــم إماراتــي (‪740.2‬‬             ‫المســاعدات الخارجيــة مــن تــدخلات الاســتجابة لحــالات الطــوارئ‬
‫مليــون دولار أمريكــي)‪ ،‬كمســاعدات ثنائيــة الأطــراف للحكومــات‪،‬‬                 ‫الصحيـة والسـيطرة علـى انتشـار فيـروس كوفيـد‪ 19-‬فحسـب‪ ،‬بـل‬
‫لضمــان تصميــم ســبل توجيــه الدعــم والاســتجابة الفوريــة حســب‬                 ‫كانـت تهـدف أيضـًًا إلـى معالجـة العراقيـل والتوقفـات التـي واجههـا‬
‫الاحتياجــات الخاصــة بــكل دولــة مــن الــدول المتلقيــة‪ .‬فــضً ًال عــن‬         ‫قطــاع التعليــم‪ ،‬والاســتعداد لمواجهــة الأوبئــة فــي المســتقبل‪،‬‬
‫ذلــك‪ ،‬تــم تخصيــص ‪ 155.8‬مليــون درهــم إماراتــي (‪ 42.4‬مليــون‬
‫دولار أمريكـي) مـن خلال شـراكات التعاونيـة مـع العديـد مـن كيانـات‬                                                       ‫ــفضً ًال ــعن التعاــفي الاقتــصادي‬
‫الأمـم المتحـدة‪ ،‬ومـن أبرزهـا مسـاهمات بقيمـة ‪ 43.1‬مليـون درهـم‬                    ‫وبيـن عامـي ‪ 2020‬و‪ ،2022‬ووسـط مشـهد عالمـي يتسـم بأوجـه‬
‫إماراتــي (‪ 11.7‬مليــون دولار أمريكــي) لمنظمــة الصحــة العالميــة‬
‫و‪ 23.9‬مليــون درهــم إماراتــي (‪ 6.5‬مليــون دولار أمريكــي) لبرنامــج‬
‫الأغذيــة العالمــي‪ .‬ويؤكــد هــذا النهــج التعاونــي علــى إدراك دولــة‬
‫الإمـارات لأهميـة العمـل الجماعـي والتعـاون الدولـي لمواجهـة مثـل‬
   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261