تتميز الإمارات العربية المتحدة بتاريخها الغني والحافل بالأحداث، والذي تشكل عبر مراحل زمنية مختلفة، متأثراً بالدين الإسلامي، وبالمبادلات التجارية مع شعوب وبلدان المنطقة، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة، حيث تقع دولة الإمارات على مفترق طرق بين أوروبا والشرق الأقصى، ما جعلها أحد المسالك التي يسلكها التجار القادمين من الهند والصين، والذين كانوا يجلبون معهم الحرير والتوابل والسلع التي يفضلها الأوروبيون، وخاصة البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين.
وفي هذه الحقبة، استقر سكان البلاد في المناطق الرملية الصحرواية، واتخذوها موطناً لهم، وأصبحت أبوظبي بعد ذلك الوقت مركزاً حيويا هاماً. وقد نتج عن التوسع البرتغالي باتجاه المحيط الهندي في أوائل القرن السادس عشر، والذي سار على خطى المستكشف الشهير فاسكودي جاما، السيطرة على واحتلال العديد من البلدات والمناطق الساحلية. وبعد ذلك، كانت قوات البحرية العُمانية والأوروبية تقوم بتسيير دوريات في المياة الأقليمية خلال الفترة منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر الميلادي. ولعقود طويلة، ابتليت شواطئ المنطقة بالقراصنة الذين اعتادوا على نهب مرتادي البحار.
وفي القرن التاسع عشر، وقّع البريطانيون سلسلة من الاتفاقيات مع كل إمارة على حدة، ما نتج عنه تأسيس حكم المشيخات، والتي شكلت فيما بعد دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد اتفقت الإمارات على رفض التنازل عن أي جزء من المنطقة باستثناء مناطق محدودة للملكة المتحدة، ورفضوا الانخراط مع أي حكومة أجنبية بدون التنسيق المسبق مع البريطانيين. وبالمقابل، وعدت السلطات البريطانية بحماية الساحل من أي اعتداءات بحرية، وتقديم المساعدة في حالة وقوع هجوم بري.
وازدهرت صناعة استخراج اللؤلؤ خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث أصبحت مصدر رئيسي للدخل، ووفرت فرص عمل لسكان سواحل الخليج العربي. وكان معظم السكان آنذاك شبه بدو، يعتاشون على استخراج اللؤلؤ في أشهر الصيف، ويشتغلون بالزراعة ورعاية أشجار النخيل في الشتاء. إلا أن هذه الموارد الاقتصادية الشحيحة تلقت ضربة قاسية بعد الكساد الاقتصادي الذي ساد العالم خلال أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن الماضي. وكان اختراع اليابانيين للؤلؤ الصناعي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لصناعة اللؤلؤ في منطقة الخليج.
وفي مطلع الثلاثينات من القرن العشرين وصلت فرق تابعة لشركات النفط لإجراء المسوحات الأولية في المنطقة، وتم تصدير أول شحنة من النفط الخام من أبوظبي في العام 1962، مشكّلة بذلك بداية رحلة غير مسبوقة من التنمية والتطور. وفي أغسطس 1966، أختير المغفور له بإذن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حاكماً لإمارة أبوظبي، وفي ظل حكمه، أسهمت عوائد النفط في تحقيق تنمية مستدامة، وتطوير البنى التحتية، بما في ذلك بناء المدارس، والمساكن والمستشفيات والطرق في أبوظبي والإمارات الأخرى.
وفي العام 1968، أعلنت الحكومة البريطانية انسحابها من الخليج العربي. وكنتيجة لذلك، بادر الشيخ زايد إلى تأسيس علاقات أكثرة قوة بين الإمارات، واتفق مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي على إقامة اتحاد فيدرالي، والذي عرف فيما بعد بالإمارات المتصالحة.
وفي اجتماعٍ عُقد في دبي في 18 يوليو عام1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة. وفي الثاني من ديسمبر عام 1971م، تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وفي العاشر من فبراير 1972م، انضمّت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع المتصالحة.
وقد أعلن حكام الإمارات السبعة تأسيس المجلس الأعلى للإتحاد باعتباره السلطة الأعلى الحاكمة للدولة الفتية، وتم انتخاب حاكم أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل سائر الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو منصب أعيد انتخابه بعد انتهاء فترة خمس سنوات بالتتالي، وذلك حتى وفاته طيب الله ثراه في الثاني من نوفمبر 2004. وكان حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قد تمّ انتخابه ليكون نائباً للرئيس.
ومع بدايات تأسيس هذه الدولة الاتحادية المؤسسة حديثاً تمّ الاتفاق رسمياً على وضع دستور مؤقّت ينص على أن المصلحة العامة لاتحاد الإمارات العربية المتحدة تعتبر هي الهدف الأعلى لها. وقد فصّل الدستور المؤقّت النظام الدستوري والسياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تحديد السلطات المتعلّقة بالمؤسسات الاتحادية. وفي عام 1996م، وافق المجلس الأعلى للاتحاد على نصّ معدّل للدستور، جعل من دستور البلاد المؤقّت، الدستور الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعُيّنت أبوظبي عاصمة الدولة.
انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جامعة الدول العربية، وإلى منظمّة الأمم المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، كما انضمت إلى منظمة الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر 1971. وأصبحت دولة الإمارات في العام 1972عضواً في منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً)، كما شاركت في تأسيس مجلس التعاون الخليجي في العام 1981.